قَالَ لَنْ تَرَانِي . ( لأعراف : 143 ) لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ . ( الأنعام : 103 ) . ومستدلين بحكم العقل بأن الذي يمكن رؤيته بالعين إنما هو الوجود المادي المحدود في المكان والزمان . بينما قال الحنابلة وأتباع المذهب الأشعري من الحنفية والمالكية والشافعية : إن الله تعالى يرى بالعين في الدنيا أو في الآخرة ، واستدلوا بآيات يبدو منها ذلك بالنظرة الأولى كقوله تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ . ( القيامة : 22 - 23 ) . وبروايات رووها عن رؤية الله تعالى . ثم أولوا الآيات والأحاديث النافية لإمكان الرؤية بالعين . ظهر ادعاء الرؤية بالعين في زمن عمر لم يظهر شئ من أحاديث الرؤية بالعين في زمن النبي صلى الله عليه وآله ولا في زمن أبي بكر ، بل كانت عقيدة المسلمين أن الله تعالى ليس من نوع المادة التي تُرى بالعين وتُحس بالحواس ، لأنه سبحانه وجود أعلى من الأشياء المادية فلا تناله الأبصار ، بل ولا تدركه الأوهام وإنما يدرك بالعقل ويُرى بالبصيرة ، ورؤيتها أرقى وأعمق من رؤية البصر . ثم ظهرت أفكار الرؤية والتشبيه وشاعت في عهد عمر وبعده فنهض أهل البيت عليهم السلام وبعض الصحابة لردها وتكذيبها . وقالت عائشة إنها فوجئت كغيرها بهذه المقولات المناقضة لعقائد الإسلام ، فأعلنت أنها أحاديث مكذوبة وفِرْيَةٌ عظيمة على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ، يجب على المسلمين ردها .