أن الكل أكبر من الجزء ، أمرٌ ثابت على كل حال ما دام الكل كلاً والجزء جزءً ، في كل العلوم وفي كل العصور حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، ثم في الآخرة ، إلا أن يخرجا عن كونهما كلاً وجزءً . والحقائق الرياضية البسيطة ثابتة أيضاً مثل أن ( 2 + 2 = 4 ) فما دام العدد والجمع بهذا المعنى فالنتيجة ثابتة . وحتى لو تغير معناهما فهو لا ينقض ثبات القاعدة . وأوضح منه قاعدة : أن الشئ لا يكون موجوداً وغير موجود في آن واحد في مكان واحد في ظروف واحدة ( قاعدة استحالة التناقض ) فهي ثابتة في كل الحالات ، بديهيةٌ عند كل إنسان لأنها مخلوقة في فطرته وتنمو بنمو عقله ، فعندما تعطي طفلك شيئاً في يده ثم تأخذه منه وتسأله أين هو ؟ لا يفتش عنه في يده ! ولو قلت له : في يدك وليس فيها لم يقبل منك ، لأن عقله يعلم أن التناقض محال ! ! إن هذه المعلومات الثابتة رأس مال موهوبٌ من الله تعالى لكل إنسان ، مع قدرة على الإتجار به لكسب مجهولات جديدة ، بما يسمى عملية التفكير والاستدلال . وبعضهم يسمي النتيجة الخاطئة حقيقة بالنسبة إلى صاحبها ! لكنه مجاز ، لأن الحقيقة الموضوعية واحدة ، لا تتبع خطأ الإنسان في الإستدلال .