2 - ومن نوع هذا السؤال : الأذن . . والسمع . . أيهما الموجود ؟ وهو سؤال يعجز عن جوابه من لا يؤمن بالله تعالى ! فهل تسمع بسمعك أم بأذنك ؟ وهل الموجود الأذن والسمع كلاهما . . أم الأذن فقط ؟ ! فالأذن والأعصاب تنقل الذبذبات إلى المخ ، وهي موجودات محسوسة ، ولك سمعٌ تسمع به وهو وجودٌ غير محسوس ! وفي الحقيقة أن الأذن ليست هي التي تسمع ، بل هي جهاز ينقل الذبذبات كأي طبلة وأسلاك ، والمخ ليس هو الذي يسمع ، بل هو جهاز ينقل الإشارات إلى السمع ، فهذا السمع إن كان موجوداً مادياً فأين هو وأين مكانه ؟ وإن لم يكن موجوداً فلا يمكن أن نسمع ! ولا جواب إلا أنه موجود غير مادي عرفناه بالعقل ، فهو غيبي ! فالسمع موجودٌ مستقل وليس انعكاساً مادياً لأدواته حتى يكون وجوده بوجودها ، فلو لم توجد فهو موجود ، ولو وجدت وسيلة أخرى غير الأذن ، تؤدي دورها لحصل السمع ، فالسمع غير أدواته ! وإن أصروا على أن السمع أثر للمادة ، يبقى السؤال : هو أثرٌ مادي أم غير مادي ، فإن كان مادياً فأين هو ؟ وإلا فقد سقطت النظرية الحسية ! إن الصحيح في السمع والحس أنه موجود بوجود مستقل عن الجسم ، وأنه قوةٌ من قوى الروح التي ترتبط بالبدن بنحو تتقبل رموز تفاعلاته المادية ، وتترجمها إلى مدركات !