نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 78
عباد الله الذين يسقون الأبرار من عين يفجرونها تفجيرا ، وهذه العين هي عين الكافور ، وهي عين فوق مقام الأبرار ، والسلسبيل الذي هو مصدر المقربين والعين التي يسقون منها هو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ هو القيّم على المقربين الذين هم أهل البيت ( عليهم السلام ) وهو مصدرهم . فتلّخص اذن أن الأبرار يُسقون كأساً ممزوجة بالكافور ، والمقربون هم مصدر الأبرار ، والسلسبيل مصدر المقربين التي يسقون ويُسقوْنَ منها ، على أن السقاية من العين وتفجيرها ، تعني أن المقرّبين هم واسطة إفاضة على الأبرار ، الذين يفيضون بالنور والعلم والحكمة والهداية على الأبرار ، وهؤلاء المقرّبين وهم علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) يُفاض عليهم من عين السلسبيل بواسطة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعلومهم وراثة من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) كما في الروايات الواردة عنهم ، مما يعني أن المقربين هم في مقام الحجية والقيمومة المهيمنة على الخلق إذ قيمومتهم تصدر من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي ينص على حجيتهم وإمامتهم بأمر الله تعالى . وبذلك يتّضح مقام فاطمة ( عليها السلام ) وكونها إحدى وسائط الإفاضة على الخلق النابعة من مصدر إلهي يمثله رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وظهر أنّها شاهدة للّه على الخلق ، وأنّها هادية لهم ، وأنّها من الراسخين في العلم الذين يمسون الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ ، فهي من الذين أوتوا العلم وأثبت في صدورهم وأنها ممّن يُعرض عليها أعمال العباد .
78
نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 78