نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 62
نبياً ) ثم قال ( واذكر في الكتاب إدريس انّه كان صديقاً نبياً ) وكان قد ذكر لكل واحد منهم ما وهب الله له ، فوهب لزكريا يحيى ووهب لمريم عيسى ، ووهب لإبراهيم إسحاق ويعقوب ، ووهب لهم من رحمته وجعل لهم لسان صدق ووهب لموسى أخاه هارون نبيا ، ثم قال تعالى في نهاية المطاف ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممّن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ) [1] فأدرج مريم في من هدى واجتبى في مصافي الأنبياء ، وانّ نعمة الاجتباء والاصطفاء في مضاهاة نعمة النبوّة لكونهما من النعم اللدنية من نعم الله تعالى . فتماثل النعمة دالّ عليه الذكر المشترك الذي عنى بهما القرآن لقوله تعالى ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ) فعدم اختصاصه بالنعمة واشتراك والدته بالذكر دليل على النعم المشتركة التي فضل الله بهما حجية عيسى ومريم ، فالامتنان الإلهي على كلا المذكورين يستوجب اشتراكهما بجميع ما أوردته الآية الكريمة .