نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 51
بكلمة من الله ) [1] . على أنا لا نغفل عما تقدم من دعاء زكريا من كون دعائه في طلب الولد كان معللاً بخوفه الموالي من بعده أن لا يحسنوا خلافته ، إذ كان زكريا مشفقاً على دعوته أن لا يخلفها أحد من بعده ، فهو سيخلف من ورائه موالي سوء ، لا يحسنون خلافته في دعوته فضلاً عن وراثته مما ترك ، مما يعني أن يحيى سيواجه خطر التنافس على وراثة أبيه فضلاً عن عدم التصديق به من قبل قومه ومواليه ، وكون هؤلاء يتحينون موت زكريا ليتوثّبون على خلافته ، وسيكون لمريم وابنها أثراً مهماً في تأييد دعوة يحيى وتصديقه ، إتماماً لرسالة زكريا ودعوته وحفظهما من الضياع الذي سيؤل اليه تنافس قومه ، فمريم ( عليها السلام ) سيكون موقفهما موقف المدافع والمصدّق لرسالة زكريا في حفظ يحيى من تكذيب قومه ووثوبهم على خلافته ، لكونهما يشتركان في نفس المهمة . وسيأتي التماثل بين فاطمة وبين مريم في مقامي الحجية ، فانّ فاطمة ( عليها السلام ) أيضاً أثبتت بحجيتها خلافة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المتمثلة في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إبّان صراعها ومدافعتها المتوثبون للخلافة حيث تحفزوا أن يخرجوا وراثة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من آله عليهم السلام ، تماماً كما تماثلت ظروف وراثة زكريا وما آلت اليه الخلافة الإلهية ليحيى حيث قتلوه ونكلوا به أخيراً .