نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 131
الأفعال القلبية الاعتقادية وهي الولاية والتولي من تلك الجماعة المرادة من " القربى " ومقتضى ذلك أيضاً أن لا تكون تلك المجموعة أو الثلة إلا معصومة مطهرة إذ لا يعقل أن تكون مودة وتولي والاعتقاد بشخص أو جماعة مخالطين للذنوب أو الجهل هي من أصول الدين ، وعِدل للتوحيد والعقائد الحقّة ، ومن ثَم جعلت هذه المودّة هي السبيل إلى اللّه والمسلك إلى رضوانه ، وجُعلت في آية ثالثة فائدتها راجعة إلى المكلفين أنفسهم ، أي أنّ هذا الأجر ليس من سنخ أجور النشأة الدنياوية والانتفاعات المادية ، بل أن ثمرته هو الاهتداء والرشاد بتولي ذوي القربى ، كما هو مفاد حديث الثقلين " ما أن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبدا " وما أشد مطابقة آية المودة مع حديث الثقلين ، بل انّ الآية المزبورة هي من متون حديث الثقلين ذات السند القرآني ، فليس ما قد ورد في جميع الأنبياء من قولهم ( لا أسألكم عليه أجراً إن أجري على اللّه ) ، يغاير ما أمر اللّه تعالى ما أمر به نبي الاسلام من طلب الأجر ، إذ انّ هذا الأجر ليس عوض مال ، وانّما هو اكمال للدين وإتمام للنعمة على المسلمين ورضا الرب بذلك ، إذ لا يتم الرضا إلا باستيفاء الأجر العائد نفعه للمسلمين لا له ( صلى الله عليه وآله ) ولأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) . وهذا المفاد قد ورد بعينه في الآيات النازلة في الحثّ على ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيث جعل عدم تبليغ ولايته مساو لعدم تبليغ الرسالة ، ممّا يقتضي أن ولايته هي عِدل الدين وثمرة الرسالة وتمام
131
نام کتاب : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 131