وتلقى المصطفى من كلمات الوحي : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * وقل إني أنا النذير المبين . ) وغدا صلى الله عليه وسلم فأتى الصفا فصعد عليه ونادى ينذر عشيرته الأقربين من بني هاشم وقريش : ( وا صباحاه ) فلما اجتمع له القوم ابتدرهم قائلا : ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل ، أكنتم مصدقي ؟ ) . أجابوا من غير تردد : ( ما جربنا عليك كذبا قط ) . قال : ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب أليم ) . عندئذ انبرى له عمه عبد العزى قائلا : ( تبا لك ! ألهذا جمعتنا ؟ ) . ومضى على غلوائه ، فكان من أشد الكفار عداوة للاسلام وإيذاء للنبي ، ابن أخيه ، عليه الصلاة والسلام . ومن ورائه امرأته أم جميل بنت حرب ، أخت أبي سفيان . وقد غاظها أن تسمع ما نزل فيها وفى زوجها أبي لهب من القرآن ، فخرجت تطلب المصطفى وفى يدها فهر ، حجارة تملأ الكف . وسمعت أنه صلى الله عليه وسلم في الكعبة ، فاندفعت نحوه في شراسة وهي تهدر صاخبة بالوعيد ، لكن بصرها تخطى المصطفى