وما لبثوا أن أدركوا حكمة هذا الصلح الخطير الذي عده القرآن فتحا مبينا . وفيه نزلت سورة الفتح ، يقول فيها تعالى لرسوله المصطفى : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما * وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما * وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها ، وكان الله على كل شئ قديرا * ) . ( صدق الله العظيم ) بعدها كان السير إلى خيبر . هل هلال المحرم من السنة السابعة للهجرة ، وقد رجع المصطفى صلى الله عليه وسلم من الحديبية ، والمدينة في موقف ترقب وانتظار . من طريق مكة ، جاء رجل يسعى ، عرفت فيه المدينة ( أبا العاص ابن الربيع ) فكأنها كانت في انتظاره . ولم يكن قد مضى غير سبعة أشهر على وداعها إياه ! مر قريبا منها ، في جمادى الأولى من السنة السادسة ، في طريق عودته من الشام إلى أم القرى ، في مال له ولقريش . فعرضت له سرية إسلامية أصابت كل ما معه ، وأفلت منها مع الفجر إلى أم ولديه ، بنت خالته ( زينب