نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 487
إليه من غير جنوح إلى الاحتمال بتجدد غيره في الاستقبال . فإن قال المعترض : نسلم لكم أن الصفات المجعولة علامة ودلالة إذا وجدت تعين العمل بها ، ولزم إثبات مدلولها لمن وجدت فيه ، لكن نمنع وجود تلك العلامة والدلالة في الخلف الصالح محمد ( عليه السلام ) فإن من جملة الصفات المجعولة علامة ودلالة أن يكون اسم أبيه مواطئا لاسم أب النبي ( ص ) هكذا به صرح الحديث النبوي على ما أوردوه ، وهذه الصفة لم توجد فيه ، فإن اسم أبيه الحسن واسم أب النبي ( ص ) عبد الله وأين الحسن من عبد الله ؟ فلم توجد هذه الصفة التي هي جزء من العلامة والدلالة ، وإذا لم يوجد جزء العلة لا يثبت حكمها ، فإن الصفات الباقية لا تكفي في إثبات تلك الأحكام ، إذ النبي ( ص ) لم يجعل تلك الأحكام ثابتة إلا لمن اجتمعت تلك الصفات فيه كلها التي جزؤها مواطاة اسمي الأبوين في حقه ، وهذه لم تجتمع في الحجة الخلف ، فلا تثبت تلك الأحكام له وهذا إشكال قوي . فالجواب : لابد قبل الشروع في تفصيل الجواب من بيان أمرين يبتني عليهما الغرض : الأول : إنه شائع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب على الجد الأعلى وقد نطق القرآن الكريم بذلك فقال تعالى : * ( ملة أبيكم إبراهيم ) * ( 1 ) وقال تعالى حكاية يوسف ( عليه السلام ) : * ( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحق ) * ( 2 ) ونطق بذلك النبي ( ص ) في حديث الإسراء أنه قال : قلت : ( من هذا ؟ ) قال : أبوك إبراهيم ( 3 ) . فعلم أن لفظة الأب تطلق على الجد وإن علا . فهذا أحد الأمرين .
1 - الحج 22 : 78 . 2 - يوسف 12 : 38 . 3 - الكامل في التاريخ 2 : 54 ، دلائل النبوة للبيهقي 2 : 375 .
487
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 487