نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 473
اكتناف اللئالي الثمينة بأصدافها ، وشهد لأبي الحسن أن نفسه موصوفة بنفائس أوصافها ، وأنها نازلة من الدرجة النبوية في ذرى أشرافها ، وشرفات أعرافها . وذلك أن أبا الحسن ( عليه السلام ) كان يوما قد خرج من سر من رأى إلى قرية لمهم عرض له ، فجاء رجل من الأعراب يطلبه فقيل له : قد ذهب إلى الموضع الفلاني فقصده ، فلما وصل إليه قال له ( عليه السلام ) : ( ما حاجتك ) . قال : أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بجدك علي بن أبي طالب ، وقد ركبني دين فادح أثقلني حمله ، ولم أر من أقصده لقضائه غيرك . فقال له أبو الحسن : ( طب نفسا وقر عينا ) ثم أنزله فلما أصبح ذلك اليوم قال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( أريد منك حاجة الله الله أن تخالفني فيها ) . فقال له الاعرابي : لا أخالفك فيها . فكتب أبو الحسن ورقة بخطه ، معترفا فيها أن للاعرابي مالا عينه فيها يرجح على دينه وقال : ( خذ هذا الخط ، فإذا وصلت إلى سر من رأى فاحضر إلي وعندي جماعة فطالبني به ، وأغلظ القول علي في ترك إيفائك إياه ، والله الله في مخالفتي ) . فقال : أفعل . وأخذ الخط ، فلما وصل أبو الحسن إلى سر من رأى وحضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة وغيرهم حضر ( 1 ) ذلك الرجل وأخرج الخط ، وطالبه وقال كما أوصاه ، فألان له أبو الحسن القول ورققه له ، وجعل يعتذر إليه ، ووعده بوفائه ، وطيبة نفسه . فنقل ذلك إلى الخليفة المتوكل ، فأمر أن يحمل إلى أبي الحسن ثلاثون ألف درهم ، فلما حملت إليه تركها إلى أن جاء الاعرابي فقال ( عليه السلام ) : ( خذ هذا المال إقض منه دينك ، وأنفق الباقي على عيالك وأهلك ، واعذرنا ) .
1 - في نسخة ( ع ) : خرج .
473
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 473