نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 462
الصلاة بالناس فقال لأبي الحسن علي الرضا ( عليه السلام ) : يا أبا الحسن قم وصلي بالناس . فخرج الرضا ( عليه السلام ) وعليه قميص قصير أبيض ، وعمامة بيضاء لطيفة ، وهما من قطن وفي يده قضيب ، فأقبل ماشيا يأم المصلى وهو يقول : ( السلام على أبوي آدم ونوح ، السلام على أبوي إبراهيم وإسماعيل ، السلام على أبوي محمد وعلي ، السلام على عباد الله الصالحين ) . فلما رآه الناس هرعوا إليه وانثالوا عليه لتقبيل يده ، فأسرع بعض الحاشية إلى الخليفة المأمون فقال : يا أمير المؤمنين تدارك الناس واخرج إليهم وصل بهم وإلا خرجت الخلافة منك الآن . فحمله على أن خرج بنفسه وجاء مسرعا والرضا ( عليه السلام ) بعد من كثرة زحام الناس عليه لم يخلص إلى المصلى ، فتقدم المأمون وصلى بالناس ( 1 ) . فلما انقضى ذلك قال هرثمة بن أعين ، وكان في خدم الخليفة إلا أنه كان محبا لأهل البيت إلى الغاية يأخذ نفسه بأنه من شيعتهم ، وكان قائما بمصالح الرضا باذلا نفسه بين يديه متقربا إلى الله تعالى بخدمته . قال : طلبني سيدي الرضا وقال لي : ( يا هرثمة إني مطلعك على أمر يكون عندك سر لا تظهره وأنا حي ، وإن أظهرته حالة حياتي كنت خصمك عند الله تعالى ) فعاهدته أنني لا أعلم بها أحد ما لم تأمرني . فقال ( عليه السلام ) : ( إعلم إنني بعد أيام آكل عنبا ورمانا مفتوتا فأموت ، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري ومدفني خلف قبر أبيه الرشيد ، وإن الله تعالى لا يقدره على ذلك ، فإن الأرض تشتد عليهم فلا يستطيع أحد حفر شئ منها ، وإنما قبري في بقعة كذا - الموضع عينه - فإذا أنا مت وجهزت فأعلمه بجميع ما قلت لك ، وقل له يتأن في الصلاة علي ، فإنه يأتي رجل عربي ملثم على بعير مسرع وعليه
1 - عيون أخبار الرضا 2 : 149 / 21 ، روضة الواعظين 1 : 227 ، مناقب آل أبي طالب 4 : 401 .
462
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 462