خصوم أهل البيت [ عليهم السلام ] بصورة عامة ، الذين يريدون أن يكونوا ملوكاً جبارين . . والناس أيضاً . . قد عرفوا بنود صلح الإمام الحسن [ عليه السلام ] مع معاوية . . وقرأوا على صفحات الواقع والتجربة ، والمعايشة القريبة ، خصائص الشخصية العلوية ، والحسنية ، والحسينية . وهم أهل بيت النبوة [ سلام الله عليهم ] . . ثم إن الناس قد قرأوا أيضاً على صفحات الواقع والتجربة ، والمعايشة القريبة خصائص خصوم أهل البيت [ عليهم السلام ] ، من أمثال معاوية ويزيد وغيرهما . . ثم إن الناس كذلك . . قد رأوا بأم أعينهم كيف أن هذا الباغي والمعتدي ، والمدعي لمقام خلافة الرسول [ صلى الله عليه وآله ] لا يتحمل حتى أن يرفض إنسان واحد الانقياد له مع أنه هو المعتدي على حق هذا الإنسان ، ومع أن أباه بالذات قد سجل أن لا حق له ، ولا لأحد من ولده في هذا الأمر ، وأنه الحسين [ عليه السلام ] بالذات هو صاحب الحق . . نعم . . إن يزيد لم يتحمل حتى أن يرفض هذا الإنسان بالذات الانقياد له . فراح يلاحقه بثلاثين ألف مقاتل إلى قلب الصحراء ، ليقتله مع أهل بيته ، وثلة يسيرة جداً من أصحابه ، ويسبي نساءه وأطفاله . رغم أنه من أهل بيت النبوة ، وسيد شباب أهل الجنة