تأتي معرفتنا بحقيقة ظالميهم ، والمعتدين عليهم ، ومعرفتنا بحجم ما ارتكب في حقهم ، ومدى سوء ذلك وقبحه ، فيكون لتولينا بهم ، وتبرُّئنا من أعدائهم عن معرفة ودراية للواقع الأثر الكبير ، والتأثير الظاهر على نفوسنا ، وعلى كل وجودنا ، ومن ثم على حياتنا كلها . ولذلك نلاحظ : أن أهل البيت [ عليهم السلام ] قد اهتموا بإبراز مظلوميتهم ، وإيصالها إلينا عبر عدة وسائل ، فكانوا يخبرون الناس عما أعده الله من الثواب لمن بكى أو تباكى عليهم ، أو قال فيهم بيتاً من الشعر ، وكانوا يعطون الجوائز للشعراء حينما يقرأون المراثي فيهم ، ويقيمون مجالس العزاء . بل إن الإمام الباقر [ عليه السلام ] يوصي بثمان مئة درهم لنوادب يندبنه في منى في أيام منى مدة عشر سنوات بعد وفاته ، والأمثلة على هذه السياسات منهم [ عليهم السلام ] كثيرة ومتنوعة . . فلا يكفي مجرد علمنا بما جرى عليهم [ صلوات الله عليهم ] ، بل لا بد من معرفة سوئه وقبحه وفظاعته . عصمنا الله من الزلل في القول والعمل ، وحشرنا مع أئمتنا مصابيح الهدى ، وسفن النجاة ، إنه ولي قدير . .