نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 205
أمّا حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس قال الأستاذ توفيق أبو علم : وقد رأينا أنه تنفيذاً لوصية الزهراء ( عليها السلام ) ، فقد دفنت ليلا ، ولم يحضر مع الإمام ( عليه السلام ) سوى الصفوة المختارة من أصحابه ، ولمّا علم المسلمون وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا أربعين قبراً ، فأشكل عليهم موضع قبرها من سائر القبور ، فضجّ الناس ، ولام بعضهم بعضاً ، وقالوا : لم يخلّف نبيّكم إلاّ بنتاً واحدة تموت وتدفن ، ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ، ولا تعرفوا قبرها ؟ ! ثم قال ولاة الأمر منهم : هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتّى نجدها فنصلّي عليها ، ونزور قبرها ! فبلغ ذلك الإمام علي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فخرج مغضباً ، قد أحمرّت عيناه ودرّت أوداجه ، عليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كلّ كريهة ، وهو متكئ على سيفه ذي الفقار ، حتى ورد البقيع . فبادر إلى الناس النذير ، وقالوا : هذا عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعنّ السيف على غابر الآخر ! فتلقّاه بعضهم ، فقال له : ما لك يا أبا الحسن ؟ والله لننبشنّ قبرها ، ولنصلّين عليها ! ! فضرب الإمام بيده إلى جوامع ثوبه ، فهزّه ثمّ ضرب به الأرض ، وقال : أمّا حقي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس ، وأمّا قبر فاطمة ، فوالله الذي نفس عليّ بيده لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينَ الأرض من دمائكم ، فإن شئت فأعرض !
205
نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 205