الساغب [1] ، ولفتحت عليهم بركات من السماء ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون .ألا هلمَّ فاستمع ، وما عشت أراك الدهر عجباً ، وإن تعجب فعجب لحادث إلى أي ملجأ لجأوا واستندوا [2] ؟ وبأي عروة تمسكوا ؟ ( لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) [3] ، ولبئس للظالمين بدلا ، استبدلوا والله الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ( أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَ يَشْعُرُونَ ) [4] .ويحهم ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) [5] .أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ، ثم احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً وذعافاً ممقراً ، فهنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غبّ ما أسّس الأولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفساً ، وطامنوا للفتنة جأشاً ، وأبشروا بسيف صارم ، وبهرج شامل واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيداً ، وجمعكم حصيداً ، فيا حسرة بكم ، وقد عُميت ( عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) [6] . [7]
[1] في بلاغات النساء : 24 : أورد عنه سورة الساغب ، والمراد : تسكين حدة السغب . [2] في المصورة : وأسندوا . [3] سورة الحج : 13 . [4] سورة البقرة : 12 . [5] سورة يونس : 35 . [6] سورة هود : 28 . [7] نثر الدر : 4 / 8 - 15 ، أعلام النساء ، كحالة : 4 / 128 - 129 .