نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 10
وتسارعوا نحو القتال جميعهم * لمّا دعتهم ابنة الصديق فقعودهم عن هذه ونهوضهم * مع هذه يغني عن التحقيق وكيف يسوغ لمسلم أن يشكك في صدق مواقف الصديقة فاطمة ( عليها السلام ) في محنتها ، وانّها وهبت حياتها لله تعالى وأخلصت للحقّ ، فهي ( عليها السلام ) بضعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التي يؤذيه ما يؤذيها ويسخطه ما يسخطها ، وأحب الناس إليه ، وأصدق الناس لهجة . فبعد هذا كلّه لا يحقّ لأحد أن يشكك في صدق موقفها أو يدعي ويتمحل ما يخالف مواقفها ومطالبها في الأمّة ، ويبرر مواقف مخالفيها ؟ فلهذا كل ما جاء عنها صلوات الله عليها من مأثورات واحتجاجات وخطب في ذلك هي حجّة علينا أمام الله تعالى يوم القيامة ، غير قابلة للتأويل أو التشكيك بعدما روتها المصادر المعتمدة عند السنة من كتب الحديث والسيرة والتاريخ والأدب سواءً بنحو التصريح أو الإشارة فهي واضحة كالشمس لا تخفى على أحد . هذا وإن حاول بعض المرجفين انكارها والتعتيم عليها ، فإن هذا غير ضائر بالحقائق الدامغة ، وقد يقول قائل : إن نفسي لا تسامحني أن أنسب لقومي أنهم دفعوا الصديقة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عن حقها ظلماً وعدواناً ؟ فنحن أيضاً أنفسنا لا تسامحنا أن ننسب للصديقة فاطمة ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وزوجة وصيّه وأُمّ أبنائه ( عليهم السلام ) أنّها ادّعت فيما لا حقّ لها فيه ، وأنها لم تكن تعلم بأنّ الأنبياء لا يورثون ؟ ! إذ لو كانت هذه المقالة صحيحة لما خفيت على بضعة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التي كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحوطها برعايته ويغذيها من علمه ، فأهل بيت الوحي أدرى بما فيه وما يصدر عنه .
10
نام کتاب : محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله ( ص ) نویسنده : الشيخ عبد الله الناصر جلد : 1 صفحه : 10