نام کتاب : ماذا عن الجزيرة الخضراء ومثلث برمودا نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 13
هداه الله صمم العزم على صحبتي له إلى مصر ، وكان عنده جماعة من الغرباء مثلي ، يقرؤون عليه فصحبه أكثرهم . فسرنا في صحبته إلى أن وصلنا مدينة بلاد مصر المعروفة بالفاخرة [1] ، وهي أكبر من مدائن مصر كلها ، فأقام بالمسجد الأزهر مدة يدرس . فتسامع فضلاء مصر بقدومه فوردوا كلهم لزيارته وللانتفاع بعلومه ، فأقام في قاهرة مصر مدة تسعة أشهر ، ونحن معه على أحسن حال إذا بقافلة قد وردت من الأندلس ، ومع رجل منها كتاب من والد شيخنا الفاضل المذكور يعرفه فيه بمرض شديد قد عرض له ، وأنه يتمنى الاجتماع به قبل الممات ، ويحثه فيه على عدم التأخير . فرقّ الشيخ من كتاب أبيه وبكى ، وصمم العزم على المسير إلى جزيرة الأندلس ، فعزم بعض التلامذة على صحبته ، ومن الجملة أنا ، لأنه هداه الله قد كان أحبني محبة شديدة ، وحسن لي المسير معه فسافرت إلى الأندلس في صحبته ، فحيث وصلنا إلى أول قرية من الجزيرة المذكورة ، عرضت لي حمى منعتني عن الحركة . فحيث رآني الشيخ على تلك الحالة رق لي وبكى ، وقال : يعز علي مفارقتك ، فأعطى خطيب تلك القرية التي وصلنا إليها عشرة دراهم ، وأمره أن يتعاهدني حتى يكون مني أحد الأمرين ، وإن منّ الله بالعافية أتبعه إلى بلده ، هكذا عهد إليّ بذلك وفقه الله بنور الهداية إلى طريق الحق المستقيم ، ثم مضى إلى بلد الأندلس ، ومسافة الطريق من ساحل البحر إلى بلده خمسة أيام .