نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 48
كالأسود الضارية ، فقال لبني هاشم : ارجعوا إلى مقركم لا سهرت عيونكم . ثم التفت إلى أصحابه وحكى لهم ما شاهده وسمعه نافع ، فقالوا بأجمعهم : والله الذي من علينا بهذا الموقف لولا انتظار أمره لعاجلناهم بسيوفنا الساعة ! فطب نفسا وقر عينا فجزاهم خيرا . وقال : هلموا معي لنواجه النسوة ونطيب خاطرهن ، فجاء حبيب ومعه أصحابه وصاح : يا معشر حرائر رسول الله هذه صوارم فتيانكم آلوا ألا يغمدوها إلا في رقاب من يريد السوء فيكم ، وهذه أسنة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها إلا في صدور من يفرق ناديكم . فخرجن النساء إليهم ببكاء وعويل وقلن أيها الطيبون حاموا عن بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحرائر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . فضج القوم بالبكاء حتى كأن الأرض تميد بهم [1] . ولقد أجاد الصحيح إذ يقول في ذلك : ووراء أروقة الخيام حكاية * أخرى ، تتيه طيوفها بجمال فهنالك الأسدي يبدع صورة * لفدائه حورية الاشكال ويحاول استنفار شيمة نخبة * زرعوا الفلاة رجولة ومعالي نادى بهم والمجد يشهد أنه * نادى بأعظم فاتحين رجال فإذا الفضاء مدجج بصوارم * وإذا التراب ملغم بعوالي ومشى بهم أسدا يقود وراءه * نحو الخلود كتيبة الأشبال
[1] مقتل الحسين للمقرم : ص 218 - 219 ، معالي السبطين : ج 1 ، ص 344 - 346 ، الدمعة الساكبة : ج 4 ، ص 273 - 274 ، بتفاوت .
48
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 48