نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 408
الأستاذ يقين البصري قصيدة البصري حادة سجالية تتصارع فيها قيم ومثل وسلوكات المشاهد الوجودية المختلفة ونرى فيها الشاعر واقفا بكل انحياز إلى الطرف الشاخص المعبر عن مكارم الأخلاق . . . فالشعر عنده وسيلة توصيل وإخبار عن معان توظف كل ما هو جمالي لصالح الخير والحق ضد الشر والباطل ، وهو يستخدم الجمال ليصارع به قباحة الحياد وظلاميته معلنا هتافه المتطرف بشموخ البطولة والفروسية صائنا للمثال الذي لا يعاصره زمنيا ، فهو إما ، غائر في أصداء الماضي المخنوق ، أو ناء في نداءات المستقبل الذي لم يصله الشاعر بعد ، وبين هذا وذاك ينقل الشاعر توقه وحنينه بوثوقية ويقين المنتظر مفلسفا انتظاره في خطاب أخلاقي يصل حد الهتاف في الوجوه التي تحاصره وتطوقه . ولأنه مشغول بالايصال في عالم يحتاج أن يسمي الأشياء بأسمائها فهو يقلص موقفه الجمالي إلى معجمية مباشرة ، فلا وقت عنده للتأملات الشاردة الباحثة عن آفاقها خلف الأشياء ، فهناك منايا مكفهرة وهناك أيضا ما يهدد كل شئ ويهمشه : هنا على النهر ترنو ألف مشنقة * إلى الصباح لتطفي الشمس والشهبا هنا زفير المنايا الحمر منتظر * مخاضه الصعب مزهوا ومنتصبا فلات ساعة شرود أمام اغتيال الدم المقدس والنجوم العذارى بمخالب الذئاب ، لابد من عذابات مطرزة بالكبرياء تشطب المحل والجدب الروحي والأخلاقي والقيمي ، لابد من انتصاب المنار - المثال حتى لو كان من الدم الشرس العصي الثائر الصلب ،
408
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 408