نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 320
أخرى جدل عنصرين من العناصر الأربعة ( الهواء - التراب ) وهنا جرى تشبيهه بالليل في إيغاله ( ليوغل كالليل دار الغبار ) يطوق نبض التراب ويقصي الغيوم من جهة والنهر عن مائه من جهة أخرى ، وهذه الحركة أو الدوران الغباري تمنع التراب من اللقاء بالماء لكيلا تنتهي العلاقة بولادة الطين الذي هو أصل الإنسان ، وتقصي النهر عن الماء حتى وأن كان ماء مستعارا لتمنع حركة الحياة ويتم للغبار ذلك . في المقطع الثالث كانت الهوادج تقابل الريح والهوادج عادة تحمل النساء وهن حاضنات الامتداد الإنساني بنوعه في ولادتهن ، ليعلن الشاعر جدلية الإنتصار ويكون الحداء مفعما ونابضا بالحياة فهو ينطق بكلام له نداوة العشب المشتعل بالحنين للنمو والولادة في تقابل آخر مع الريح ، وتكتمل صورة القافلة التي تواجه الريح في تشكل الموقف أمام ضياع السنين في لملمة شتات الأرواح لمواجهة الأسئلة المصيرية ( يموتون يحيون ) والسؤال الأخير ( ينطفئون ) والانطفاء يعني موت النور أو موت النهار أمام الريح في جدل آخر بين ( النار والهواء ) لكن الحكايا تؤكد طقوسها وانكشاف وعودها بالنماء المتشكل من الفرات والاخضرار الحسيني المتحرك حركتين : حركة قدوم إلى الحياة المنطلقة إلى الشهادة ، وحركة ذهاب بالدم والظمأ إلى الخلود الأبدي التي لا تستطيع المرايا الصدئة أن تعكسه ، وهي لو عكسته - جدلا - فذلك مساء لفعل الحرث السلبي المشوه لا الايجابي المساوق لفكرة النماء ، كل ذلك في تعبيريه حديثة مكثفة مثل ( حرثته مرايا الصدا ) ! . في المقطع الرابع ستكون هناك حركة مرورية للمساء الذي يتلهف إلى مصرع الوهج والينابيع أي مصرع النور والماة فيرى الماء وهو أصل الخلق ( وجعلنا من
320
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 320