نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 235
الأستاذ جاسم الصحيح ( 1 ) نحن إزاء شاعرية تهندس خطابها بصخب هادر وتزاوج رؤاها بليونة الطين في يد النحات المتمرس . هناك مخطط في بناء القصيدة لا يخطئ المتلقي في فرزه وتمييزه ، وهناك جهد يختبئ خلف سطور النص ، وهناك جدارة تنزوي خوفا من قسوة التلقي وبطشه ، لكن هناك جرأة وشجاعة على مستوى التعبير وعلى مستوى الخروج على النمط لا يستطيع القارئ إغفاله : يا ليلة كست الزمان بغابة * من روحها قمرية الأدغال إن القوافي سلسة المجئ إلى نهايات البيت الشعري ولها ما يبرر مجيئها في حشو البيت ، لكن ما هذه الجرأة في التركيب ( غابة من روحها ) وما هذا الإنشاء التصويري في المزاوجة بين خطابه لليلة وبين اكتساء الزمان منها بضوء قمر جاء على شكل غابة من الروح أدغالها نورانية الإشعاع ؟ وسنلاحظ هذا النهج في أكثر من بيت عند الصحيح مما يؤكد أصالة الالتصاق والإلتحام بما هو جوهري في التأمل الشعري وكيفية معالجته . والأمثلة تتعدد في قصيدته الهادرة فمثلا نلاحظ : فهنا الحسين يخيط من أحلامه * فجرين : فجر هوى وفجر نضال وهنا الحسين يريق نبض فؤاده * متمرغا في جهشة الأطفال ونلاحظ ( متمرغا في جهشة الأطفال ) التي لها معنى بعيد عن المعنى
235
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 235