responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 175


تخولهم الوقوف أمام ذلك الجيش الهائل ، فكان من يراهم يصاب بالدهشة وذلك لعظم موقفهم ، وربط جأشهم وقلة مبالاتهم ، فأصبحوا في ذلك مضربا للمثل بحق ، إذ لو تصفحت التاريخ لا تجد أنصارا كهؤلاء قاتلوا بروحية عالية ، حيث يتمنى أحدهم أن يقاتل ويقتل سبعين مرة بلا ملل في سبيل الحسين ( عليه السلام ) ، حتى أصبحت هذه النخبة المباركة متكاملة من جميع الجهات ، ووصلت إلى الذروة في الاقدام والبطولة والصمود .
والفضل في هذا كله يعود في الحقيقة إلى الحسين ( عليه السلام ) الذي انتخبهم وانتقاهم من بين الآخرين ، حيث كان ( عليه السلام ) يلاحظ ذلك بعين الاعتبار من حيث كفاءة الرجل ونزاهته وتوطينه للنفس ، وقد أعلنها كلمة صريحة قبيل خروجه إلى العراق قائلا : من كان باذلا فينا مهجته ، وموطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا ، فإنني راحل مصبحا إنشاء الله تعالى [1] فكان ( عليه السلام ) حريصا في أن تكون النخبة التي تقاتل معه وتقف إلى جانبه متكاملة من حيث توطين النفس والاخلاص في التضحية ، ولهذا كان أحدهم كألف ، فكانوا كما قيل عنهم :
قوم إذا نودوا لدفع ملمة * والخيل بين مدعس ومكردس لبسوا القلوب على الدروع كأنهم * يتهافتون إلى ذهاب الأنفس [2] وقال كعب بن جابر قاتل برير في وصفهم :
ولم تر عيني مثلهم في زمانهم * ولا قبلهم في الناس إذا أنا يافع أشد قراعا بالسيوف لدى الوغى * ألا كل من يحمي الذمار مقارع



[1] اللهوف : ص 26 .
[2] اللهوف : ص 48 .

175

نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست