نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 162
عليه من عنده أو من عند غيره ، أقامه الله عز وجل يوم القيامة مسودا وجهه ، مزرقة عيناه ، مغلولة يداه إلى عنقه ، فيقال : هذا الخائن الذي خان الله ورسوله ، ثم يؤمر به إلى النار [1] . وفي ليلة عاشوراء والتي تمثل الظروف العصيبة تكتنف في طياتها ألوانا من الأخلاق الفاضلة ، والتي تمثل خلق الاسلام الحنيف ، فهذا سيد شباب أهل الجنة - صلوات الله عليه - يضرب لنا مثالا صادقا في مواساة من معه ، وقضاء حوائجهم ، فتراه مهموما من أجل غلام مسلم قد أسر بثغر الري ، وقد وجد أباه مهموما من أجله ، فيقول له ( عليه السلام ) : رحمك الله أنت في حل من بيعتي ، فاعمل في فكاك ابنك ، وقد أمر له بخمسة أثواب قيمتها ألف دينار ، ليستعين بها في فداء ابنه [2] . هذا وقد ترى وكأن الحالة التي يعيشها ( عليه السلام ) حالة طبيعية في تلك الليلة حتى يطلب من أبي الغلام الأسير أن يسعى لفكاك ولده من الأسر ويترك ما هو عليه ، بل ويجعله في حل من بيعته ! ! إنه بحق موقف أخلاقي واجتماعي ، فريد من نوعه ، وليس له أهل غير من تربى في حجر الرسالة وارتضع لبان الإباء صبيا ، وتخلق بأخلاق الأنبياء ، وتحلى بحلية الأوصياء ، فهذه من أخلاقه الكريمة والتي أفرزت ليلة عاشوراء جانبا يسيرا منها ! ومن تلك المواقف أيضا والتي تدل على مدى حرصه ( عليه السلام ) في قضاء حوائج الناس وحفظ حقوقهم ، وإرجاعها إليهم مهما كلف الامر ، وذلك حينما أمر مناديا