نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 160
الحسين ( عليه السلام ) لما خرج في جوف الليل يتفقد التلاع والعقبات ، فلما رآه قال له ( عليه السلام ) : ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك . . . [1] الامر الذي يدل على تأكيده لهم وعدم خصه أحدا بالبقاء معه ، بل خاطبهم جميعا بما فيهم الصغير والكبير والعبد والحر حتى نساءهم . وقد وجدناه ( عليه السلام ) يوم العاشر عند اشتداد الامر ، وهو يطلق العنان لواحد منهم ، وقد أحله من بيعته وهو : الضحاك المشرقي الذي تعهد للحسين ( عليه السلام ) بالدفاع عنه ما رأى معه مقاتلا ، ولما بقي ( عليه السلام ) وحده ، قال للامام : يا بن رسول الله قد علمت أني ما كان بيني وبينك ، قلت لك أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا فإذا لم أر مقاتلا فأنا في حل من الانصراف ؟ فقلت لي نعم . فقال له ( عليه السلام ) : صدقت وكيف لك بالنجاء إن قدرت على ذلك فأنت في حل . فأخرج فرسه من الفسطاط وركبه وهرب ونجا بنفسه [2] . وهذا الموقف النبيل في تعامل الحسين ( عليه السلام ) مع أصحابه لا تجده في سائر المعسكرات الأخرى والتي قد يتناسى فيها العهود والمواثيق . فلم يجبر الحسين ( عليه السلام ) أحدا من أصحابه على نصرته والدفاع عنه ، بل ترك الامر لهم وباختيارهم ، وهذا في الواقع ما زاد في عزيمتهم وجعلهم يقاتلون بمحض إرادتهم عن عزيمة صادقة . وكم هو فرق بين أن يقاتل المقاتل في المعركة عن رغبة وشوق وبين أن يقاتل مكرها على ذلك ، أو من أجل المطامع الدنيوية التي هي منتهى الزوال والاضمحلال .
[1] معالي السبطين : ج 1 ، ص 344 ، الدمعة الساكبة : ج 4 ، ص 273 . [2] تاريخ الطبري : ج 4 ، ص 339 .
160
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 160