responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 146


فأحاطهم علما بأنه يقتل ومن معه أيضا ، وأن حريمه تسبى بعد قتله ، إذ لعل بعضهم يكره هذا ، خصوصا من جاء بنسائه فيكون على علم بهذا الامر . كما أنه ( عليه السلام ) عد إخفاء هذا الامر عليهم خدعة ومكرا وأن ذلك محرم عندهم لا يجوز بحال من الأحوال ، إذ كانوا ( عليهم السلام ) أبعد الناس عن مثل هذه الأمور التي لا يقرونها لاحد مهما كلف الامر .
وقد حذروا من هذا الامر وذموا من يتصف به ، فقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنه قال : ليس منا من ماكر مسلما .
وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه كان كثيرا ما يتنفس الصعداء ويقول :
وا ويلاه يمكرون بي ويعلمون أني بمكرهم عالم وأعرف منهم بوجوه المكر ، ولكني أعلم أن المكر والخديعة في النار ، فأصبر على مكرهم ولا أرتكب مثل ما ارتكبوا [1] .
وهذا أيضا مما تميز به منهجهم - صلوات الله عليهم - الذي حوى كل صفات الأخلاق الرفيعة والمثل العليا .
ولذا وقف سيد الشهداء ( عليه السلام ) في هذه الليلة العظيمة مشفقا على أصحابه ، ليطلعهم على ما خفي عليهم ما داموا قد وطنوا أنفسهم معه على ذلك الامر الخطير ، فهو لا يريد ناصرا قد منعه الحياء عن نصرته ، ما لم يكن عن علمه وبقناعته الشخصية في ذلك . .
وهذا من أعظم الدروس الأخلاقية والتربوية المستفادة من ليلة الطف العظيمة ،



[1] جامع السعادات للنراقي : ج 1 ، ص 239 .

146

نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست