نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 129
قيل إن من آثار المحبة ولوازمها الشوق والانس في الخلوة مع المحبوب ، ولذة مناجاته ، كما أن من شأن المحب أن يؤثر مراد محبوبه على مراده . ولذا كان من شأن المحب [1] للخالق تعالى عدم الغفلة عن عبادته وذكره في كل أحواله ( إذ من أحب شيئا أكثر ضرورة ذكره وذكر ما يتعلق به ، فمحب الله لا يخلو عن ذكر الله وذكر رسوله وذكر القرآن وتلاوته ، لأنه كلامه ، ويكون محبا للخلوة ليتفرد بذكره وبمناجاته ، ويكون له كمال الانس والالتذاذ بمناجاته ، وفي أخبار داوود : كذب من ادعى محبتي وإذا جنه الليل نام عني ، أليس كل محب يحب لقاء حبيبه ، فها أنا ذا موجود لمن طلبني ) [2] . وكذا أيضا من آثار المحبة للخالق عز وجل عدم الصبر على فراقه والبعد عنه ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في دعاء كميل : فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك ، فكيف أصبر على فراقك ، وكما جاء أيضا في مناجاة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : وغلتي لا يبردها إلا وصلك ، ولوعتي لا يطفيها إلا لقاؤك ، وشوقي إليك لا يبله إلا النظر إلى وجهك ، وقراري لا يقر دون دنوي منك [3] . ومن شأن العبد المحب أيضا الاحساس والشعور دائما بالتقصير نحو الخالق تعالى مهما كثرت عبادته وطالت مناجاته ، جاء في دعاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) :
[1] كما لا يخفى أن محبة الله تعالى تتفاوت من شخص لاخر حسب الايمان ! وان كانوا مشتركين جميعهم في أصل المحبة باعتبارهم مؤمنين به تعالى ، فعلى هذا يترتب على المحبة شدة أو ضعفا آثار ولوازم . [2] جامع السعادات للنراقي : ج 3 ، ص 176 . [3] جامع السعادات : ج 3 ، ص 154 .
129
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 129