نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 124
هذا ما كانوا عليه - صلوات الله عليهم - إذ أخذ كل منهم يداعب الاخر ويضاحكه استبشارا منهم بالشهادة والتي سوف يحققونها عمليا على صعيد ذلك التراب الطاهر . وهذا في الواقع يمثل قمة الشجاعة والصمود حيث أنهم في ساعاتهم الأخيرة ، غير مكترثين بالأعداء ، ومواقفهم ليلة العاشر تشهد على ذلك والتي منها : موقف برير مع عبد الرحمن لما أخذ يهاذله ويضاحكه فقال له عبد الرحمن : دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل ؟ قال له برير : والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شابا ولا كهلا ، ولكن والله إني لمستبشر بما نحن لاقون ، والله إن بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم ، ولو وددت أنهم قد مالوا علينا بأسيافهم ! ! [1] . وموقف حبيب بن مظاهر مع يزيد بن الحصين الهمداني ، حينما رأى يزيد حبيب خارجا يضحك ! ! فقال له : ما هذه ساعة ضحك ؟ ! فقال حبيب له : فأي موضع أحق من هذا السرور ؟ والله ما هو إلا أن يميل علينا هذه الطغام بسيوفهم فنعانق الحور العين [2] . وكذلك أيضا موقف نافع بن هلال - رضي الله عليه - الذي قضى شطر ليله في كتابة اسمه على سهام نبله إمعانا في طلبه المثوبة والاجر ، وإمعانا في السخرية
[1] تاريخ الطبري : ج 4 ، ص 321 ، اللهوف : ص 41 . [2] اختيار معرفة الرجال للطوسي : ج 1 ص 293 .
124
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 124