نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 119
الشديد بالله ، وثقته العظيمة به وأن ما يجري عليه هو بنظره تعالى . ومن كلماته عليه السلام في ذلك لهم : فاعلموا أن الله إنما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره ، وإن الله وإن كان قد خصني مع من مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا من الكرامات ، بما سهل معها على احتمال الكريهات ، فإن لكم شطر ذلك من كرامات الله ، واعلموا أن الدنيا حلوها مر ، ومرها حلو ، والانتباه في الآخرة ، والفائز من فاز فيها والشقي من يشقى فيها [1] . إذ أخذ - صلوات الله عليه - يرغبهم في احتمال المكاره ، وأنه تعالى يهب المنازل باحتمالها وأنه يحتملها كرامة لله - تعالى - ، كما أخذ ينبههم من أمر الدنيا ، ويبين حقيقتها فالانسان فيها إما أن يسعد أو يشقى ، فسعادته هي سيره وفقا لما أراده الله عز وجل وسعيا لتحقيق الأهداف التي من أجلها خلق ووجد ، وشقاؤه من اتباع شهوات الدنيا والتعلق بحبائلها والانشغال بزخارفها . وأوضح ( عليه السلام ) أن مرارة الدنيا وصعوباتها حين تكون في طريق الله سبحانه تتسم في نظر المؤمن بالحلاوة والجمال ، فالمؤمن محب لله ويستحسن كلما يجري عليه من أجل محبوبه .