مالك سبعين مسألة ، وكلها مخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وآله " . وقالوا في غيرهم من أئمتهم ما قالوا . 6 وعلى هذا لا يبقى اعتماد على أقوالهم في الجرح والتعديل المبتنية على ما سمعت في تعرف أحوال رجال الشيعة والمتشيعين ورواة فضائل أهل البيت - عليهم السلام - ، ولا يجوز الركون عليها . وبعد ذلك كله نقول بأن الرواية رويت باسناد أخرى ليس فيه عبد الغفار بن القاسم . فرواه البيهقي في الدلائل عن ابن إسحاق ، عن شيخ أبهم أسمه ، عن عبد الله بن الحارث ، إلى قوله : " أني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة " ، 7 ولا أدري لماذا أبهم ابن إسحاق شيخه الراوي عن عبد الله بن الحارث ، كما لا أدري ان عدم الانتهاء إلى آخر الحديث هل كان من البيهقي ، أو ابن إسحاق ، أو غيرهما ؟ وكان خوفا عن النواصب ، أو اخفاء للحق عنادا ونصبا ؟ ولا يبعد أن يكون الشيخ الذي أبهم اسمه ابن إسحاق ، هو عبد الغفار بن القاسم . * وعلى هذا الاحتمال ، يكون السند في ذلك موافقا لسند الطبري ، لا يثبت به وجود سند آخر للحديث غيره ، إلا أنه جاء باسناد أخرى ليس فيه هذا الرجل ، كما تفطن به ابن كثير ، فقال بعد ما قال في عبد الغفار : " ولكن روى ابن أبي حاتم في تفسيره ، عن أبيه ، عن الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي ، عن عبد الله بن عبد القدوس ، عن
( 6 ) يراجع في ذلك أضواء على السنة المحمدية ، ص 289 ، والعتب الجميل وغيرهما . 7 - دلائل النبوة ، ج 1 ، ص 428 و 429 و 430 ، البداية والنهاية ، ج 3 ، ص 39 - 40 . * ) بل هو هو كما قال البيهقي قال أبو عمر أحمد بن عبد الجبار بلغني أن ابن إسحاق انما سمعه من عبد الغفار بن القاسم بن مريم المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث وكان ما أخفى النبي صلى الله عليه وسلم أمره واستسر به إلى أن أمر باظهاره ثلاث سنين من مبعثه . قلت : وقد روى شريك القاضي عن المنهال بن عمرو عن عبد الله الأسري عن علي في إطعامه إياهم تقريب ( بقريب ) من هذا المعنى مختصر ( مختصرا ) . دلائل النبوة ج 1 ص 429 و 430 .