علي - عليه السلام - في مثل حديثها في تمريض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وتقول : فخرج ويد له على الفضل بن عباس ، ويد له على رجل آخر ، وفي حديثها الآخر تقول : فخرج بين رجلين ، تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل اخر . 2 فتريها تصرح باسم الفضل وعباس ، وتترك التصريح باسم علي - عليه السلام - مع أن في هذا ليس كثير فضل لمن هو من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بمنزلة هارون من موسى ، وكان له مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مشاهده المعروفة ، ونزل في فضله ما نزل من الكتاب المجيد ، ولا يبغضه إلا منافق ، ولا يحبه إلا مؤمن ، وهذا يدل على شدة اهتمامهم لاخفاء مناقب أهل البيت ، ومبالغتهم في ذلك . وازدادت شدتهم في عهد معاوية وملوك بني أمية وبني عباس ، حتى ضربوا مثل عطية العوفي أربعمأة سوط وحلقوا لحيته لأنه أبى أن يسب أمير المؤمنين عليا - عليه السلام - ، واستلوا لسان إمام العربية ابن السكيت لأنه لما خاطبه المتوكل وقال : من أحب إليك هما - يعني ولديه - أو الحسن والحسين ؟ فقال : قنبر خير منهما . فأمر المتوكل باستلال لسانه ، فاستلوه حتى مات ، وقيل أمر الأتراك ، فداسوا بطنه حتى مات . ومن عجيب ما ادرج ودس في الأحاديث ، أكذوبة خطبة أمير المؤمنين علي - عليه السلام - بنت أبي جهل على سيدة نساء العالمين فاطمة البتول - عليهما السلام - ، فزادوها على الحديث المتواتر بين
( 2 ) راجع صحيح البخاري ، ص 21 و 22 ، ج 2 ، ط المطبعة العامرة س 1330 . وقال في حاشيته : قوله لم تسم عايشة ، اي لم تذكر اسمه ، ولم ترد ذكره وكانت - رضي الله عنها - واجدة على سيدنا علي لما بلغها من قوله حين استشار نبينا - عليه الصلاة - في حديث الإفك " النساء سواها كثيرة " ، انتهى . ولنا حول أحاديث عبيد الله بن عتبة بن مسعود مقال ، ليس هنا محل ذكره .