الله أكبر ! ما أبعدنا عن مفاهيم الاسلام وتعاليمه ! ما الباعث لنا يا ترى على قبول الذل والصغار تجاه عبد ذليل مثلنا ، مع اننا نسمع قول الله سبحانه ونردده " ولا يتخذ بعضا بعضا أربابا من دون الله " . 32 نؤمن لرسالة رسول الله محمد - صلى الله عليه وآله - ، لكننا مع ذلك لا نتبع ما جاء به من عند الله ولا نتأسى به ، ثم نأخذ بمبادئ أعدائنا . فإذا لم يكن ذلك من النفاق ، فما معنى النفاق إذن . . ؟ اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك مما نحن فيه من ضلال ماحق لعزنا ، دافع لنا إلى نسيان ديننا وكتابنا وسنة نبينا . ميلاد جديد أجل ! إنه لا ريب ولا شك في تحقق جميع ما تقدم مما نحن عليه ، إلا ان المسلمين ، أو أكثرهم ، من الواعين ، قد أدركوا داءهم ، وعرفوا دواءهم . ولولا نفوذ بعض المفاهيم الاستعمارية والدعاية الشديدة لها في عدة الأقطار من عالمنا الاسلامي بمختلف الأساليب الخداعة ، ولولا سيطرة بعض الرؤساء والزعماء ، ممن أعمى أبصارهم الجاه وحب الرئاسة ، ولولا هذه التمزقات الإقليمية والعصبيات العنصرية والقومية ، التي توزعت عالمنا الاسلامي وحالت بين كل إقليم وإقليم آخر ، ولولا كل ذلك ، لكان المسلمون اليوم على هامة التاريخ يعيشون في عالم كله نور ، وفي مدنية علمية وصناعية هي أرقي من جميع المدنيات . وإننا ليحدونا الامل رضوخا لقول الله سبحانه : " لا تيأسوا من روح الله 33 . . ولا تقنطوا من رحمة الله " 34 ، بانبعاث نهضة إسلامية واعية .
( 32 ) آل عمران / 64 . 34 ) الزمر / 53 . ( 33 ) يوسف / 87