responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن أبي الفتح الإربلي    جلد : 1  صفحه : 170


عند الله تعالى الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا ترزأ منك الدنيا شيئا . ( أي لا تنقص منها ولا تنقص منك وارتزأ الشئ : نقص ) .
وقد أورده صاحب كفاية الطالب أبسط من هذا قال : سمعت أبا مريم السلولي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يا علي أن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها ، الزهد في الدنيا ، وجعلك لا تنال من الدنيا شيئا ولا تنال الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين فرضوا بك إماما ، ورضيت بهم اتباعا ، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فاما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ، ورفقاؤك في قصرك ، واما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على الله ان يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة ، وذكره ابن مردويه في مناقبه .
فقد ثبت لعلى الزهد في الدنيا بشهادة النبي صلى الله عليه وآله له بذلك ولا يصح الزهد في الشئ إلا بعد معرفته والعلم به ، وعلي عليه السلام عرف الدنيا بعينها ، وتبرجت له فلم يحفل بزينتها لشينها ، وتحقق زوالها فعاف وصالها وتبين انتقالها فصرم حبالها واستبان قبح عواقبها وكدر مشاربها فألقى حبلها على غاربها وتركها لطالبها وتيقن بؤسها وضررها فطلقها ثلاثا وهجرها وعصاها ، إذ أمرته ، فعصته إذ أمرها ، وعلمت انه ليس من رجالها ، ولا من ذوي الرغبة في جاهها ومالها ، ولا ممن تقوده في حبالها ، وتورده موارد وبالها فصاحبته هدنة على دخن وابتلته بأنواع المحن ، وجرت في معاداته على سنن ، وغالته بعده في ابنيه الحسين والحسن ، وهو صلى الله عليه وآله لا يزداد على شدة اللأواء إلا صبرا ، وعلى تظاهر الأعداء إلا حمدا وشكرا ، مستمرا في ذات الله شديدا على أعداء الله وأوفى بأولياء الله ، شاكرا لآلاء الله مستمرا على طريقة لا يغيرها ، جاريا على وتيرة لا يبدلها ، آخذا بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله لا يحول

170

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن أبي الفتح الإربلي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست