صلى الله عليه وآله حتى أذل بإذن الله صناديدهم ، وقتل طواغيتهم ودوخهم واصطلم جماهيرهم ، وكلفه الله القتال بنفسه فقال : لا تكلف إلا نفسك فسمى القتال . ومن أسمائه صلى الله عليه وآله المتوكل وهو الذي يكل أموره إلى الله ، فإذا أمره الله بشئ نهض به غير هيوب ولا ضرع ، واشتقاقه من قولنا رجل وكل ، أي ضعيف ، وكان صلى الله عليه وآله إذا دهمه أمر عظيم أو نزلت به ملمة راجعا إلى الله عز وجل غير متوكل على حول نفسه وقوتها ، صابرا على الضنك والشدة ، غير مستريح إلى الدنيا ولذاتها ، لا يسحب إليها ذيلا ، وهو القائل : ما لي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب أدركه المقيل في أصل شجرة فقال في ظلها ساعة ومضى ، وقال عليه السلام : إذا أصبحت آمنا في سربك معافى في بدنك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفا ، وقال لبعض نسائه ألم أنهك ان تحبسي شيئا لغد فان الله يأتي برزق كل غد . ومن أسمائه عليه السلام القثم وله معنيان أحدهما من القثم وهو الاعطاء لأنه كان أجود بالخير من الريح الهابة يعطى فلا يبخل ويمنح فلا يمنع وقال الاعرابي الذي سأله : ان محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر ، وروي انه أعطى في يوم هوازن من العطايا ما قوم بخمسمائة الف الف وغير ذلك مما لا يحصى ، والوجه الاخر : انه من القثم وهو الجمع يقال للرجل الجموع للخير قثوم وقثم كذا حدث به الخليل ، فان كان هذا الاسم من هذا فلم تبق منقبة رفيعة ولا خلة جليلة ولا فضيلة نبيلة ، إلا وكان لها جامعا ، قال ابن فارس والأول أصح وأقرب . ومن أسمائه صلى الله عليه وآله الفاتح لفتحه أبواب الايمان المنسدة ، وإنارته الظلم المسودة ، قال الله تعالى في قصة من قال : ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ) أي أحكم ، فسمى صلى الله عليه وآله فاتحا لان الله سبحانه حكمه في خلقه يحملهم على المحجة