responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 75


وتظاهر أبو سفيان بالوقوف مع علي لا حبا بعلي ; فعلي هو قاتل ابنه حنظلة والأكثرية من قتلى بني أمية ولكن رغبة بتسخين وضع ابنيه في الجهة المقابلة ، وتجزيلا لنصيبه من الغنيمة ، وعلى الفور تركت له قيادة البطون ما جمع من الصدقات ، وولت ابنه يزيد قائدا لجيوش الشام ، وعينت ابنه الثاني معاوية نائبا لأخيه ليحل محله إذا مات ! ! وهكذا رضي الثلاثة ، وأيقنوا بأنهم قد وضعوا حجر الأساس للملك الأموي . وما زالت ولاية معاوية تتوسع حتى شملت سوريا كلها بحدودها الطبيعية ، وتركه الخلفاء الثلاثة ، الأول واليا على الشام عشرين عاما ، يجمع كما يشاء ، ويدخر ما يشاء ، ويعطي من يشاء ، ويحرم من يشاء بلا حسيب ولا رقيب ، لقد كان ملكا حقيقيا وسلطة الخلافة عليه سلطة اسمية ! ! وكأن تولية يزيد ابن أبي سفيان ووراثة معاوية ليزيد أخيه وبقاءه واليا على الشام جزء من صفقة وحدة البطون ضد علي ! ! كان عمر يحاسب كل ولاته على الكثير والقليل ويعزلهم سريعا ولكن لا أحد في الدنيا يخبرنا متى حاسبه ! ! وعلى أي شئ ! !
ولماذا لم يعزله ! ! إنه يعد معاوية لأمر عظيم ! ! ! .
معاوية يطالب بخلافة المسلمين ! ! ! :
آلت الخلافة إلى علي بن أبي طالب بالطريقة نفسها التي اخترعها قادة البطون ، وكان عثمان الأموي قد قتل لتوه ، وكانت دولة الخلافة أموية من جميع الوجوه فلا تجد مصرا من الأمصار إلا وواليه أموي أو من المخلصين لبني أمية ، لقد نجح عثمان قبل موته بجعل دولة الخلافة أموية بالفعل ، لو كان غير الإمام علي لسلم فور تسلمه للخلافة ، ولما حكم ستة أيام ! ! وعلى كل فقد جاءت بيعة كل الأقاليم إلا ولاية الشام ، فقد رفض معاوية بيعته متذرعا بقتلة عثمان ، لقد كان بإمكانه أن ينصر عثمان وهو حي ولكنه تخلى عن عثمان كجزء من خطته الرامية إلى استيلائه على منصب الخلافة بالقوة ، والتغلب ، والقهر ، وتحويلها إلى ملك يتوارثه الأمويون ، واستعمال سيف الخلافة للتنكيل بخصوم بني أمية . إن الفرصة مؤاتية له بالفعل ليحقق كامل أحلامه ، فخزائن الشام مليئة بالأموال التي ادخرها وأعدها لهذه الغاية ! ! ! .

75

نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست