نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 31
ولرسوله [1] وهكذا نجح معاوية بتحويل الدين رسميا إلى مجرد طريق للملك ، والمحافظة عليه ، ونجح بتفريغ الإسلام سياسيا من محتواه ، وصار الخليفة فعليا مجرد رجل " ميكافيلي " لا هم له إلا البقاء في ملكه ، والمحافظة على هذا الملك بأي وسيلة كانت شرعية أو غيرها . يزيد بن معاوية : وعملا بنظام الملك والوراثة ورث يزيد بن معاوية عن أبيه مملكة مترامية الأطراف ، كانت بمثابة ضيعة كبرى لأبيه ، وورث مع الأقاليم قيادة أمة هرمت شبابها وذلت فاستذلت ، حتى صارت الأغلبية الساحقة من جماعاتها وأفرادها بمثابة عبيد أو أقنان لمعاوية وورثته . يزيد يكمل خطة والده : بعد أن حمل ولاة الأقاليم البيعة ليزيد ، وبعد أن انتهت مراسيم تتويج الملك الجديد أحيط الملك يزيد علما بنقطتين هامتين : 1 - أولاهما : إن شيخ آل محمد ، الحسين بن علي بن أبي طالب ، لم يبايع وأنه قد خرج وأهل بيت النبوة من المدينة إلى مكة ، تهربا من إعطاء البيعة ، ومن المؤكد أنه سيلجأ إلى العراق وإلى الكوفة بالذات عاصمة دولة الخلافة في عهد أبيه علي . 2 - وثانيهما : إن أهل المدينة وشيعها السياسية متلكئون بإعطاء البيعة ويتأهبون للشغب . عزم يزيد وإصراره : يزيد بطبيعته رجل جنس ولهو ، ورجال الجنس واللهو بالضرورة يعشقون العنف ، لقد قرر أن يضرب خصومه وبمنتهى الوحشية والقسوة ، وأن يقطع دابر معارضيه وإلى الأبد ; فبدأ من حيث انتهى أبوه ، واستفاد من خبرة أبيه بالقمع
[1] راجع المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 487 ، ومجمع الزوائد ج 10 ص 71 ، وكنز العمال ج 1 ص 252 و ج 5 ص 50 و 68 ، والسيوطي في الدر المنثور تفسير آية * ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ) * .
31
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 31