نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 282
والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وشمائلهم . . . " [1] . الوضع الأمثل لإقامة الحجة قبل بدء القتال : إنه وإن كان ذلك الوضع من الناحية العسكرية كارثة محققة على الإمام الحسين وأهل بيت النبوة ومن والاهم وأقام في معسكرهم ، إلا أنه من ناحية ثانية هو الوضع الأمثل لإقامة الحجة على القوم قبل القتال ، فإذا تكلم الإمام الحسين بذلك الوضع ، فإن بإمكان جيش الخلافة كله أن يسمع كلامه ، فالجيش يحيط به من كل جانب ، ولا يبعدون عنه إلا بضع عشرات من الأمتار ، فكأن الله سبحانه وتعالى قد جمعهم على هذه الصورة ليمكن الإمام الحسين من إقامة الحجة عليهم تمهيدا لإنزال العذاب بهم . فلو لم يخرج الإمام الحسين ويصل إلى كربلاء ، لحلف الذين أجرموا من أهل العراق لله وبالله أنه لو جاءهم الإمام الحسين لنصروه ، فالله سبحانه وتعالى يعلم إنهم لكاذبون ، ولكن وفق مقتضيات العدل الإلهي يجب أن يقع الفعل ويجب أن تقوم الحجة حتى تحق كلمة العذاب على الذين أجرموا . وها هو يزيد ، وعبيد الله بن زياد ، وأركان دولة الخلافة يحشرون جيش العراق ، وأهل الكوفة عن بكرة أبيهم وفيلقا من فيالق جيش الشام ودون أن يدروا ليتمكن الإمام الحسين من إقامة الحجة عليهم وليشهدوا على أنفسهم من حيث لا يشعرون ! ! ! . إقامة الحجة على أهل الكوفة خاصة : لأن أهل الكوفة هم الذين كتبوا له ، وأرسلوا له الرسل ، وبايع مسلم بن عقيل منهم ثمانية عشر ألفا ، ولأنه بناء على هذا كله توجه الإمام الحسين إلى العراق ، فقد ركز الإمام تركيزا خاصا على إقامة الحجة كاملة على أهل الكوفة ، فهم يعرفون الإمام ويعرفون كراماته ، وقربه من النبي ، وعظيم مكانته ، ويعرفون
[1] راجع تاريخ الطبري ج 3 ص 217 ، والإرشاد ص 232 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 560 ، والعوالم ج 17 ص 246 ، ووقعة الطف ص 201 .
282
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 282