نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 256
من أهل الكوفة ليسوا ممن أقبل معك ، وأنا حابسهم أو رادهم " . فقال له الحسين : " لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي ، إنما هؤلاء أنصاري وأعواني ، وقد كنت أعطيتني أن لا تعرض لي بشئ حتى يأتيك كتاب من ابن زياد " ، فقال الحر : أجل ولكن لم يأتوا معك ، فقال الحسين : " هم أصحابي ، وهم بمنزلة من جاء معي ، فإن تممت علي ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك ، فكف عنهم الحر " [1] . فقال الإمام الحسين للأربعة : أخبروني خبر الناس وراءكم ؟ . فقال مجمع بن عبد الله العائذي : " أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم ، وملئت غرائرهم ، يستحال ودهم ، ويستخلص به نصيحتهم ، فهم ألب واحد عليك ، وأما سائر الناس بعد فإن أفئدتهم تهوي إليك ، وسيوفهم غدا مشهورة عليك " . قال الإمام : أخبروني فهل لكم برسولي إليكم ؟ قالوا : من هو ؟ قال الإمام قيس بن مسهر الصيداوي ، قالوا : نعم ، أخذه الحصين بن تميم ، فبعث به إلى ابن زياد فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك ، فصلى عليك وعلى أبيك ولعن ابن زياد وأباه ، ودعا إلى نصرتك وأخبرهم بقدومك ، فأمر به ابن زياد فألقي به طمار القصر . فترقرقت عينا الحسين ولم يملك دمعه ، ثم قال : * ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) * [ الأحزاب / 23 ] اللهم اجعل لنا ولهم الجنة نزلا ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك ، ورغائب من مذخور ثوابك " [2] . ودنا الطرماح بن عدي من الحسين فقال له : " إني والله لأنظر فما أرى معك أحدا ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم ، وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة اليوم وفيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحد
[1] تاريخ الطبري ج 3 ص 307 والكامل لابن الأثير ج 2 ص 552 والبداية والنهاية لابن الأثير ج 8 ص 178 وأعيان الشيعة ج 1 ص 597 والموسوعة ص 362 ووقعة الطف ص 173 . [2] تاريخ الطبري ج 3 ص 308 والكامل لابن الأثير ج 2 ص 553 والبداية والنهاية ج 8 ص 188 وأعيان الشيعة ج 1 ص 597 ، ووقعة الطف ص 174 .
256
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 256