نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 254
إقناع الأكثرية الساحقة من رجال الطليعة ، ولو تم ذلك لربما تغير مجرى التاريخ ، ولكن وحسب تعبير الإمام : " لقد حال القضاء دون الرجاء " . وما يعنينا أن الإمام الحسين قد أسمع صوت الحق لقائد طليعة جيش بني أمية ولمنتسبي تلك الطليعة ، وأقام الحجة كاملة عليهم ، وشهدوا بذلك على أنفسهم من حيث لا يشعرون ، فعصوه وهم يعلمون أن طاعته هي الأولى ، وخذلوه وهم يعلمون أن الله تعالى فرض عليهم نصرته ، فجاء عصيانهم وخذلانهم بعد إقامة الحجة ، ومع سبق الترصد والإصرار ، ولم ييأس الإمام الحسين ، إنما تابع جهده لكسب هذه الطليعة وللتضييق عليها إمعانا بإقامة الحجة أثناء مسيرته . البيضة : سار الحسين بأصحابه في ناحية ، وسار الحر بطليعة جيش الفرعون بناحية أخرى حتى وافوا البيضة [1] وفي البيضة عاود الإمام الحسين المحاولة ، فخطب في أصحابه وأصحاب الحر قائلا : " أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ، ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول ، كان حقا على الله أن يدخله مدخله ، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفئ ، وأحلوا حرام الله ، وحرموا حلاله ، وأنا أحق من غير ، قد أتتني كتبكم ، وقدمت علي رسلكم ببيعتكم . إنكم لا تسلموني ، ولا تخذلوني فإن تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم ، فأنا الحسين بن علي ، وابن فاطمة بنت رسول الله ، نفسي مع أنفسكم ، وأهلي مع أهليكم ، فلكم في أسوة ، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم ، وخلعتم بيعتي من أعناقكم ، فلعمري ما هي لكم بنكر ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم ، والمغرور من اغتر بكم ، فحظكم أخطأتم ، ونصيبكم ضيعتم * ( فمن نكث فإنما
[1] البيضة : موضع بين العذيب وواقصة من ديار بني يربوع ، معجم البلدان ج 1 ص 532 .
254
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 254