نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 251
لم تستطع تبقى مهمتها منحصرة بالمراقبة والمسايرة ، والحيلولة بين الرجوع إلى المدينة أو الدخول إلى الكوفة . صلاة الظهر : أمر الحسين الحجاج بن مسروق بالأذان قائلا : " أذن رحمك الله وأقم الصلاة حتى نصلي " ، فأذن الحجاج ، فلما فرغ من أذانه ، قال الحسين : " يا ابن يزيد أتريد أن تصلي بأصحابك وأصلي بأصحابي ، فقال الحر : بل تصلي بأصحابك ونصلي بصلاتك ، وبالفعل صلى الإمام بالمعسكرين ، فلما فرغ من صلاته ، وثب قائما ، فاتكأ على سيفه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أيها الناس إنها معذرة إلى الله وإلى من حضر من المسلمين ، إني لم أقدم على هذا البلد ، حتى أتتني كتبكم ، وقدمت علي رسلكم أن أقدم إلينا ، إنه ليس علينا إمام ، فلعل الله أن يجمعنا بك على الهدى ، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فإن تعطوني ما يثق بي قلبي من عهودكم ومواثيقكم دخلت معكم إلى مصركم ، وإن لم تفعلوا وكنتم كارهين لقدومي عليكم انصرفت إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم " ، فسكت القوم ولم يجيبوا بشئ [1] . ويبدو أن الإمام قد خطب بأصحابه خاصة قبل أن يخطب بالجميع بعد الصلاة ، فقال في خطبته أمام أصحابه : " إنه قد نزل من الأمر ما ترون ، وإن الدنيا قد تغيرت ، وتنكرت وأدبر معروفها ، واستمرت جدا ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به ، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقا حقا ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا برما " [2] وقال المجلسي إن الإمام أضاف إلى ما سبق : " إن الناس
[1] راجع الفتوح لابن أعثم ج 5 ص 85 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 231 ، وقريب منه في الإرشاد للمفيد ، وبحار الأنوار ج 44 ص 376 ، وأعيان الشيعة ج 1 ص 596 . [2] تاريخ الطبري ج 3 ص 307 ، وتاريخ ابن عساكر ، ترجمة الإمام الحسين ص 214 ومثير الأحزان ص 44 واللهوف ص 79 ، وينابيع المودة ص 406 .
251
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 251