نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 221
الدعم فلم يدعموا ، واستحموا فلم يحمهم أحد ، وبينوا الحق وطلبوا من المسلمين اتباعه ، فأعرض المسلمون عنهم وهذا قمة ما هو مطلوب من الإمام ، فالإمام ملزم ببذل عناية لا بتحقيق غاية ، مكلف بأن يبين الحق ويقيم الحجة على الناس ، لكنه ليس مكلفا بأن يجبر الناس إجبارا على اتباع الحق . ويبدو مؤكدا أن الإمام الحسين قد اجتمع في مكة مع عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب [1] وقد حببا إليه البقاء والعودة معهما إلى المدينة ، وخوفاه من سيف يزيد بن معاوية وجنده ، وقال له ابن عمر : " ارجع إلى المدينة وإن لم تحب أن تبايع فلا تبايع أبدا " فقال له الإمام الحسين : " هيهات يا ابن عمر إن القوم لا يتركوني إن أصابوني ، وإن لم يصيبوني فلا يزالون حتى أبايع وأنا كاره أو يقتلونني " . وقال له الإمام الحسين أيضا : " إتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي " . ثم أقبل الإمام الحسين على عبد الله بن العباس فقال : " يا ابن عباس ! إنك ابن عم والدي . . . . فإني مستوطن بهذا الحرم ومقيم فيه أبدا ما رأيت أهله يحبوني وينصروني فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم . . . واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم عليه السلام يوم ألقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل ، فبكى ابن عمر وابن عباس بكاء شديدا والحسين يبكي معهما ساعة ثم ودعهما وعاد ابن عمر وابن عباس إلى المدينة " [2] . ويبدو واضحا أن الإمام قد قابل عبد الله بن الزبير ، ويبدو واضحا أن ابن الزبير قد شجع الإمام على الخروج من مكة إلى الكوفة ، ومن المؤكد أن الإمام يعرف ابن الزبير ومطامعه بدليل قول الإمام : " ها إن هذا ليس شيئا يؤتاه من الدنيا أحب إليه من أن أخرج من الحجاز إلى العراق ، وقد علم أنه ليس له من الأمر
[1] راجع تاريخ ابن عساكر ح 645 و 646 وتهذيبه ج 4 ص 329 وأنساب الأشراف ح 21 ص 163 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 192 - 193 والفتوح لابن أعثم ج 5 ص 42 - 43 ومثير الأحزان ص 29 وتاريخ الطبري ج 6 ص 216 . [2] راجع الفتوح ج 5 ص 26 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 19 ومثير الأحزان ص 41 والموسوعة ص 206 - 209 .
221
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 221