responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 207


ووزراء نمرود عن فعله ، ! ! فإن فعل الخليفة وأركان دولته ذلك فما هم إلا كفرة ، ملحدون ، يتسترون بلفظ الشهادتين ومظاهر الإسلام وقشوره ليحكموا مجتمعا يدين أفراده بدين الإسلام ! ! ثم إن فعل الخليفة وأركان دولته ذلك فما هو المتبقي من التبريرات لسكوت الأمة وخنوعها وهي تشاهد الخليفة وأركان دولته وهم يدوسون على آخر من تبقى لهم من مقدسات ! ! ! خاصة وأن انتفاضاتهم سلمية وثورتهم قائمة على الدين والمنطق والحوار ، ولا يطلبون إلا الحق فما الذي يمنع الخليفة من إعطائهم هذا الحق ، ومن رفع ظلامتهم والاستماع لمطالبهم في ملأ من الناس ! ! !
2 - وأيد انتفاضة الإمام الحسين وثورته أيضا بالإضافة لآل محمد مجموعة من نخبة الأمة الإسلامية ، وهم أهل البصائر ، وأهل النخوة ، والإيمان ، والتضحية طمعا برضوان الله وجنته ، وقد وصفهم أحد القادة الموالين للخليفة بقوله لجنوده :
" . . . أتدرون من تقاتلون ؟ إنما تقاتلون فرسان المصر ، وأهل البصائر ، وقوما مستميتين . . . " [1] هذه شهادة عدوهم بهم ، صحيح أن هذا العدو لا خلاق له ولا دين ، ولا يمكن الاعتداد بشهادته لفساد دينه وخلقه وتردي إنسانيته ، لكن الظروف التي جرت فيها الشهادة ، والأسباب الدافعة لتلك الشهادة ، وسماع المئات لها دون أن ينفي صحتها أحد منهم ، مع أنه يثاب على النفي ولا يعاقب كل هذا يجعلنا نجزم بصحة هذه الشهادة ، فالذين وقفوا مع الحسين من أبناء الأمة الإسلامية وأيدوه هم نخبة في قمة الإباء والرجولة ، فهم فرسان ، وفي قمة الوعي ، لأنهم أهل بصائر ، ومن الملحدين بثقافة الهوان والذل ، لأنهم طلاب موت لا طلاب حياة ، وأن شرفهم وتفوقهم وتميزهم مستمد من أعمالهم وأصيل في نفوسهم . وقد أثبتت مجاري الأحداث طبيعة تلك النخبة التي اختارها الله تعالى لتقف مع الإمام الحسين ، ومع آل محمد وأهل بيت النبوة وذوي القربى ، فقد تحملوا مشاق رحلة الشهادة ، فلم يهنوا ولم يحزنوا ، وليلة المذبحة طلب منهم الإمام الحسين أن ينسحبوا في جنح الليل وستره وأن يتركوه وحده ليواجه



[1] راجع تاريخ الطبري ج 5 ص 435 .

207

نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست