نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 184
[ النساء / 78 ] وقال سبحانه وتعالى : * ( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) * [ آل عمران / 154 ] ، وإذا أقمت بمكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس ؟ وبماذا يختبرون ؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي ، وقد اختارها الله تعالى ، يوم دحا الأرض ، وجعلها معقلا لشيعتنا ، ويكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة ، ولكن تحضرون يوم السبت وهو يوم عاشوراء الذي في آخره أقتل ، ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد لعنه الله " [1] . فقالت الجن : " نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه لولا أن أمرك طاعة وأنه لا يجوز لنا مخالفتك ، قتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك ! ! فقال الإمام لهم : نحن والله أقدر عليكم منكم ولكن * ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ) * [2] [ الأنفال / 42 ] . ثم انظر إلى قول الإمام لأبي هرة : " يا أبا هرة إن بني أمية أخذوا مالي فصبرت ، وشتموا عرضي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت ، وأيم الله يا أبا هرة لتقتلني الفئة الباغية ، وليلبسهم الله ذلا شاملا . . . " [3] ويحدد الإمام الأمور بدقة متناهية فيقول : " هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلا قاتلي ، فإن فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمه إلا انتهكوها ، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة " [4] . وانظر إلى قول الإمام لأحد محدثيه : " يا عبد الله ليس يخفى علي الرأي ، ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره ، والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة
[1] راجع النص حوار الإمام مع وفود الجن في بحار الأنوار ج 44 ص 330 ، والعوالم ج 17 ص 179 ، واللهوف ص 78 . [2] المصدر السابق . [3] راجع الفتوح لابن أعثم ج 5 ص 79 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 226 ومثير الأحزان ص 46 ، وبحار الأنوار ج 44 ص 368 ، وأعيان الشيعة ج 1 ص 595 . [4] تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام الحسين ص 211 .
184
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 184