responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 181


حتمية مقتل الحسين :
كان الإمام الحسين قبل امتناعه عن البيعة بعشرات السنين على علم يقيني بكافة أخبار السماء عن مذبحة كربلاء ، وقد تلقى هذه الأخبار من أبيه علي عن جده رسول الله ، وتلقاها من أخيه الحسن عن جده رسول الله ، وتلقاها من رسول الله مباشرة ، وكان يعلم أنه سيموت بالعراق ، وعلى شط الفرات ، وفي مكان يقال له كربلاء ، أو كرب وبلاء ، وكان يعلم أنه سيقتل في زمن خليفة مترف ، مستهتر ، يقال له : يزيد ، وبإشراف عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وبالاشتراك الفعلي من رجل أبقع " أبرص " عرفه في ما بعد بأنه شمر بن ذي الجوشن ، وكان يعلم أن الأمة المحسوبة على جده هي التي ستقتله ، فهي بين مشارك بالقتل ، أو مؤيد له ، أو خاذل ومتفرج عليه ، كان يعلم كل ذلك بالرواية الصادقة اليقينية الموثوقة ، وهو كان يسعى إلى قتل مشرف ينال به أعلى درجات الشهادة ، ضمن إطار المعقول المنقول من نظرية الابتلاء الإلهية * ( خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) * [ الملك / 2 ] * ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ) * [ الكهف / 7 ] .
قال الإمام الحسين لأخيه محمد بن الحنفية : " يا أخي لو كنت في بطن صخرة لاستخرجوني منها فيقتلونني " [1] وقال : " والله لو كنت في حجر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني منها حتى يقتلونني " [2] .
وقالت له أم سلمة قبل خروجه من المدينة : إني سمعت جدك يقول : " يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلاء ، فقال لها الإمام : يا أماه وأنا والله أعلم ذلك وإني مقتول لا محالة ، وليس لي من هذا بد ، وإني والله لأعرف اليوم الذي أقتل فيه ، وأعرف من يقتلني ، وأعرف البقعة التي أدفن فيها ،



[1] ينابيع المودة 402 - 404 .
[2] بحار الأنوار ج 44 ص 99 .

181

نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست