نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 176
ثم من جهة أخرى فإن الرسول نفسه عاش هذه المحنة ، فليلة هجرته تآمرت بطون قريش ال 23 على قتله ، وشرعت بتنفيذ المؤامرة وكان النبي يعرف أنها ستطارده إن نجا من الموت ، ومن هذا فإن النبي أمر علي بن أبي طالب ، بأن يحمل ذريته ويلتحق به في اليوم التالي لهجرته . ثم إن الإمام الحسين يريد من الأمة أن تستفيق من غفوتها القاتلة ، وأن تصحو ، ويريد أن يقيم الحجة عليها ، وخروج الإمام بأهل بيته وذريته كلها أبلغ بالحجة ، وأعمق تأثيرا ، فعندما تسمع الأمة وتعلم بأن عميد أهل بيت النبوة ، وأهل البيت ، وآل محمد قد أخرجوا ، كبيرا وصغيرا ذكرا وأنثى ، وأن الخليفة قد خيرهم بين الموت أو البيعة ، وأنه وجنوده في أثرهم يطاردونهم ، وأن أهل بيت النبوة يبحثون عمن ينصرهم ويحميهم ، فلن يبقى أمامها إلا أن تستجيب ، أو تغلق أسماعها ، وتغمض عيونها ، وتتابع سباتها المذل ، وتتجاهل نداء إمامها الشرعي ، وتعيش بذل تحت حكم يزيد الظالم وتفعل ذلك مع سبق الترصد والإصرار ، وبعد إقامة الحجة القاطعة عليها . لماذا لم ينسحب الإمام الحسين ؟ : من المؤكد أن الإمام الحسين قد تلقى رسالة من ابن عمه مسلم بن عقيل أخبره فيها أن ثمانية عشر ألفا من أهل الكوفة قد بايعوه [1] ومن المؤكد أن مئات الكتب والرسائل قد وصلته من أهل الكوفة تدعوه للقدوم ، وتعد بالنصرة والحماية والمنعة [2] ومن المجمع عليه أن العديد من الرسل جاؤوه وطلبوا منه القدوم إلى الكوفة [3] ولا خلاف بأن الإمام الحسين قد وعدهم بالقدوم عليهم وعلى هذا
[1] راجع تاريخ الطبري ج 6 ص 116 وتذكرة الخواص ص 138 والمناقب لابن شهرآشوب ج 2 ص 240 . [2] راجع تاريخ الطبري ج 6 ص 210 ومقتل الخوارزمي ص 468 . [3] راجع تاريخ الطبري ج 3 ص 278 والكامل لابن الأثير ج 2 ص 524 وبحار الأنوار ج 44 ص 324 والعوالم ج 17 ص 183 .
176
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 176