نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 157
بأيديهم بالوقت الذي تكون فيه عيونهم تسيل دما حزنا على الحسين ، وقلوبهم تنفطر أسى جزعا لما فعلوا بالحسين ، لقد خالف الله ما في صدورهم عما في ألسنتهم ! ! لقد جعل الله باطنهم شيئا ، وظاهرهم شيئا آخر ، وهذا أحدث فن من فنون العذاب ومسخ إنسانية الإنسان وأقصى ما فعله الأنصار للإمام الحسين أن خرج معه خمسة منهم ، رافقوه بكل المراحل ، ولم يتخلوا عنه ، وقاتلوا برجولة نادرة بين يديه حتى قتلوا [1] ، وعذر أنصار المدينة أنهم ضاعوا وسط الأكثرية التي كانت على الشرك ثم أسلمت وصارت أكثرية مسلمة ، واستولت على الخلافة بالقوة ، فصار حاكم الأنصار هو عدوها الذي حاربته بالأمس تحت قيادة الرسول وآله ، فكانت عيون الأكثرية الحاكمة مفتوحة على كل حركة وسكنة للأنصار ، وكان الأنصار بنظر الأكثرية الحاكمة موضع شبهة بموالاة آل محمد الذين قادوا الحرب ضد تلك الأكثرية عندما كانت على الشرك ، وكان على الأنصار وأولادهم إذا ما أرادوا الحياة أن يثبتوا لبطون قريش ال 23 أنهم ليسوا مع آل محمد ! ! ! فضلا عن ذلك فإن الأنصار صاروا قلة قليلة جدا وسط الكثرة التي كانت مشركة ثم أسلمت ، ووسط الكثرة الوافدة من البلاد المفتوحة ، وبالتالي قلت أهمية الأنصار ، وتضاءلت فاعليتهم . لكل هذه الأسباب اضطر الإمام الحسين ليخرج من المدينة كارها ! ! . أهداف الإمام المرحلية : وفق التحليلات الدقيقة للإمام الحسين ، - والتي أشرنا إليها قبل قليل - رأى أن مبايعته ليزيد بن معاوية جريمة كبرى وبكل المعايير الدينية والتاريخية والمنطقية ، لذلك امتنع عن بيعة يزيد بن معاوية ، وأعلن هذا الامتناع بكل وسائل الإعلان . الامتناع عن البيعة في عرف الخلفاء وأركان دولتهم ، يعتبر خروجا على طاعة الخليفة الغالب ، وعدم القبول بخلافته ، ووفق قوانين دولة الخلافة السائدة
[1] راجع المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 104 والخوارزمي ج 2 ص 21 وتاريخ الطبري ج 5 ص 423 وبحار الأنوار ج 4 ص 28 وتاريخ الطبري ج 4 ص 413 وقد وثقناها تحت عنوان " جماعات وأفراد الفئة الأولى " .
157
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 157