responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 106


وفي تاريخ اليعقوبي أنه قال : " اللهم إن عذبتني بعد طاعتي لخليفتك يزيد ابن معاوية ، وقتل أهل الحرة فإني إذا لشقي " [1] .
وفي كتاب الفتوح لابن أعثم أنه قال : " اللهم إني لا أعمل عملا أرجو به النجاة إلا ما فعلت بأهل المدينة " [2] ! ! ! .
نحن أمام إعلام مجنون ومفترس ، امتهن قلب الحقائق ، ففاق بقدرته حد التصور والتصديق .
ففي الوقت نفسه الذي يقوم فيه جيش الخليفة بهدم الكعبة على رؤوس المسلمين وإحراقها ، وبالوقت الذي يقتل فيه المسلمين وبالآلاف يوميا ، فإن هذا الجيش يتلطف حتى لا يقتل حمام الحرم ! ! ! ! ! ! [3] هذه هي طبيعة الجيش الذي ارتكب مذبحة كربلاء ، وتلك هي طبيعة الإعلام الذي غطى المذبحة ! ! ! ! .
نموذج أخير من إعلام دولة الخلافة :
عندما وضع رأس الإمام الحسين بين يدي عبيد الله بن زياد أخذ العبد ينكث بقضيب خيزران ثنايا الحسين ، فقال له زيد بن أرقم العماني ، الجليل ، المعروف :
أعل بهذا القضيب عن هاتين الشفتين ، فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله على هاتين الشفتين ، يقبلهما ، ثم انفجر الصحابي بالبكاء فغضب ابن زياد وقال : أبكى الله عينيك ، فوالله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك [4] .
فالأمر بالمعروف جريمة ، والنهي عن المنكر جريمة ، والتذكير برسول الله جريمة أيضا تستوجب القتل ، هذه الصالحات برهان قاطع على الخرف وذهاب



[1] راجع تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 251 .
[2] راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 301 .
[3] تاريخ الطبري ج 7 ص 16 - 17 في ذكر حوادث سنة 65 .
[4] راجع معالم المدرستين للعسكري ج 3 ص 149 كما رواها عن الطبري ، وراجع الصواعق المحرقة لابن حجر ص 118 ، وتاريخ الطبري ج 6 ص 262 والبداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 90 ، ومجمع الزوائد للهيثمي ج 6 ص 195 ، وتاريخ ابن عساكر ج 4 ص 340 .

106

نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست