منه ( 1 ) غلاما ، يكون خليفتك ويرث علمك ، ويكون عالم الأرض وربانيها بعدك ، وهو الذي يدعى في الكتب شيثا وسماه أبا محمد هبة الله ، وهو اسمه بالعربية ، وكان آدم عليه السلام بشر بنوح صلوات الله عليه وقال : انه سيأتي نبي من بعدي اسمه نوح ، فمن بلغه منكم فليسلم له ، فان قومه يهلكون بالغرق الا من آمن به وصدقه ( 2 ) ما قيل لهم وما أمروا به ( 3 ) . فصل - 9 - 43 - وبالاسناد المذكور عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : لما علم آدم صلوات الله عليه بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا ( عظيما ) ( 4 ) فشكا ذلك إلى الله تعالى ، فأوحى الله تعالى إليه إني واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل فولدته حوا ، فلما كان اليوم السابع ( 5 ) سماه آدم عليه السلام شيثا ، فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم انما هذا الغلام هبة منى إليك فسمه هبة الله ، فسماه دم به ، فلما جاء وقت وفاه آدم صلوات الله عليه أوحى الله تعالى إليه إني متوفيك ، فأوص إلى خير ولدك ، وهو هبتي الذي وهبته لك ، فأوص إليه و سلم إليه ما علمتك من الأسماء ، فانى أحب ان لا تخلو الأرض من عالم يعلم علمي ويقضى بحكمي ، اجعله حجه لي على خلقي ، فجمع آدم صلوات الله وسلم ولده جميعا من الرجال و النساء ثم قال لهم : يا ولدى ان الله أوحى إلى : إني متوفيك وأمرني ان أوصى إلى خير ولدى و انه هبة الله ، وان الله اختاره لي ولكم من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا امره ، فإنه وصيي و خليفتي عليكم ، فقالوا جميعا : نسمع له ونطيع امره ولا نخالفه . قال : وامر آدم صلوات الله عليه بتابوت ، ثم جعل فيه علمه والأسماء والوصية ، ثم دفعه إلى هبة الله ، فقال له : انظر إذا انا مت يا هبة الله فاغسلني ( 6 ) وكفني وصل على وادخلني
1 - في 2 وق 4 : أعقبك عنه ، وفي ق 3 : أعقبك منه . 2 - في ق 2 : وصدق ، وفي البحار : وصدقه فيما . 3 - بحار الأنوار 11 / 264 ، برقم : 13 . 4 - الزيادة من ق 3 . 5 - في ق 2 : فلما كان في اليوم التاسع . 6 - في ق 2 : وق 3 : فغسلني .