فسلم ثم قعد ، فقال بعضهم : ان الناقة التي تحت الأعرابي سرقها ، قال : أقم ( 1 ) بينه ، فقالت الناقة التي تحت الأعرابي : والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله ان هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا اعرابي ما الذي قلت حتى أنطقها الله بعذرك . قال : قلت : " اللهم انك لست باله ( 2 ) استحدثناك ، ولا معك اله أعانك على خلقنا ، ولا معك رب فيشركك في ربوبيتك ، أنت ربنا كما تقول وفوق ما يقول القائلون ، أسألك ان تصلى على محمد وآل محمد ، وان تبرئني ببراءتي . فقال النبي صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالكرامة ( يا اعرابي ) ( 3 ) لقد رأيت الملائكة يكتبون مقالتك ، الا ومن نزل به مثل ما نزل بك فليقل مثل مقالتك وليكثر الصلاة على ( 4 ) . فصل - 19 - 416 - وعن ابن حامد ، حدثنا أبو الحسن أحمد بن حمدان الشجري ، حدثنا عمرو بن محمد ، حدثنا أبو جعفر محمد بن مؤيد ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقبه بن أبي الصهباء ، حدثنا أبو حذيفة ، عن عبد الله بن حبيب الهذلي ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن أبي منصور ، قال : لما فتح الله على نبيه خيبر اصابه حمار اسود ، فكلم النبي الحمار فكلمه . وقال : اخرج الله من نسل جدي ستين حمارا لم يركبها الا نبي ، ولم يبق من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء غيرك وقد كنت أتوقعك ، كنت قبلك ليهودي أعثر به عمدا ، فكان يضرب بطني ويضرب ظهري . فقال النبي صلى الله عليه وآله : سميتك يعفورا ، ثم قال : تشتهى الإناث يا يعفور ؟ قال : لا وكلما قيل : أجب رسول الله خرج إليه ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء إلى بئر فتردى فيها ، فصارت قبره جزعا ( 5 ) .
1 - في ق 1 وق 5 : أقيم . 2 - في البحار : برب . 3 - الزيادة من البحار . 4 - بحار الأنوار 17 / 403 - 404 ، برقم : 20 و 95 / 190 ، برقم : 18 . 5 - بحار الأنوار 16 / 101 ، برقم 6 38 و 17 / 404 ، برقم : 21 قوله : " فتردى " أشرب فيه . معنى أردى أي جاء إلى البئر فأسقط نفسه فيها جزعا وحزنا على النبي ووفاته 9 .