فصل 14 - 406 - وعن ابن عباس رضي الله عنه بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بفناء بيته بمكة جالس ، إذ مر به عثمان بن مظعون ، فجلس ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدثه ، إذ شخص بصره صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء ، فنظر ساعة ثم انحرف ، فقال عثمان : تركتني واخذت تنفض رأسك كأنك تشفه شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أو فطنت إلى ذلك ؟ قال : نعم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتاني جبرئيل عليه السلام فقال : قال عثمان : فما قال ؟ قال : " ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ( 1 ) ، قال عثمان : فأحببت محمدا واستقر الايمان في قلبي ( 2 ) 407 - وعنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأسارى : فامر بقتلهم ما خلا رجلا من بينهم ، فقال الرجل : كيف أطلقت عنى من بينهم ؟ فقال : اخبرني جبرئيل عليه السلام عن الله تعالى جل ذكره ان فيك خمس خصال يحبها الله ورسوله : الغيرة الشديدة على حرمك ، والسخاء ، وحسن الخلق ، وصدق اللسان ، والشجاعة ، فاسلم الرجل وحسن اسلامه ( 3 ) . 408 - وعنه ، حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن هارون الشحام ، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدثنا عمر الأودي حدثنا ورفع عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي البختري قال : قال عمار رضي الله عنه ، يوم صفين : ائتوني بشربه لبن فاتى فشرب ، ثم قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ان آخر شربه تشربها من الدنيا شربه لبن ، ثم تقدم فقتل ، فلما قتل اخذ خزيمة بن ثابت بسيفه ، فقاتل وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : تقتل عمارا الفئة الباغية وقاتله في النار ، فقال معاوية : ما نحن قتلناه انما قتله من جاء به . ويلزم معاوية على هذا ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو قاتل حمزه رضي الله عنه ( 4 ) .
1 - سورة لنحل : 90 . 2 - بحار الأنوار 22 / 112 - 113 ، برقم : 78 . 3 - بحار الأنوار 18 / 108 ، برقم : 8 وفيه : عن الله تعالى ذكره وراجع الخصال ص 282 ففيه زيادة متنا وتفاوت سندا . 4 - بحار الأنوار 8 / 522 ط ح . والظاهر أن قوله " ويلزم " إلى آخره من كلام الشيخ الراوندي ولذا لم يذكره العلامة المجلسي .